علاقات باكستان الخارجية
جزء من سلسلة مقالات سياسة باكستان |
باكستان |
---|
تحافظ جمهورية باكستان الإسلامية على شبكة دبلوماسية كبيرة في جميع أنحاء العالم. تعد باكستان ثاني أكبر دولة ذات غالبية مسلمة من حيث عدد السكان (بعد إندونيسيا[1])، وهي الدولة ذات الغالبية المسلمة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية.
دُمِج الاقتصاد الباكستاني في العالم بروابط تجارية قوية مع الاتحاد الأوروبي، وتحالفات واتفاقيات اقتصادية مع العديد من الدول الآسيوية.
تتمتع باكستان بموقع جيوسياسي استراتيجي، فتقع عند ممر طرق العبور البحرية والبرية الرئيسية الممتدة من آسيا الوسطى الغنية بالطاقة والشرق الأوسط إلى المراكز السكانية في جنوب وشرق آسيا؛ فضلًا عن وجود نقاط جيوستراتيجية مثل أفغانستان، والصين، والهند وإيران كجيران مباشرين. تربط باكستان علاقة متوترة مع جمهورية الهند بسبب النزاع في كشمير، وعلاقات وثيقة مع جمهورية الصين الشعبية، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربية، وعلاقة متقلبة مع الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تداخل المصالح خلال الحرب الباردة والحرب على الإرهاب. تُعد باكستان عضوًا في منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة التعاون الإسلامي.
السياسة الخارجية الباكستانية
[عدل]العلاقات الباكستانية الصينية
[عدل]لعبت الصين دورًا مهمًا في التنمية والاقتصاد والأمن في باكستان، فبدأت العلاقة في عام 1950 عندما كانت باكستان من بين أوائل الدول التي دخلت في علاقات دبلوماسية رسمية مع جمهورية الصين (في جزيرة تايوان)؛ واعترفت بجمهورية الصين الشعبية في بر الصين الرئيسي كدولة ممثلة وحيدة. أولى كلا البلدين منذ ذلك الحين أهمية كبيرة في الحفاظ على علاقة خاصة وثيقة وداعمة للغاية؛ وتبادلا بانتظام زيارات رفيعة المستوى أسفرت عن مجموعة متنوعة من الاتفاقات. قدمت جمهورية الصين الشعبية مساعدات اقتصادية وعسكرية وتقنية لباكستان، وتعتبر كل دولة الأخرى حليفًا استراتيجيًا وثيقًا. عززت باكستان والصين علاقاتهما منذ بداية القرن الحادي والعشرين من خلال التجارة الثنائية والاتفاقيات العسكرية، ودعم كل منهما للآخر في القضايا الرئيسية.[2][3]
العلاقات الباكستانية الأمريكية
[عدل]لعبت الولايات المتحدة دورًا مهمًا في تاريخ باكستان الناشئ، فكانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلالها في 14 أغسطس عام 1947. مرت العلاقة بين البلدين بمستويات متفاوتة من الود، ولكن باكستان وجدت نفسها باستمرار إلى جانب الولايات المتحدة في القضايا التي واجهتها خلال الحرب الباردة. عملت باكستان كموقع جيوستراتيجي للقواعد العسكرية للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، وذلك بسبب توضعها على حدود الاتحاد السوفيتي والصين. كانت هذه العلاقات الإيجابية ستنهار بعد التعاون الناجح في محاربة نفوذ الاتحاد السوفيتي في آسيا الوسطى وما تلاه من سقوط الاتحاد السوفيتي.[4]
أقرت الولايات المتحدة في عام 1992 تعديل بريسلر بالموافقة على العقوبات ضد باكستان كرد فعل على القدرة النووية الباكستانية الجديدة. كانت العلاقات ستُعزز بعد 11 سبتمبر مع رد باكستان المتعاطف بعد المأساة. قُدِّمت المساعدة لباكستان مرة أخرى وللمرة الأولى في عام 2002؛ وشهد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين توسعًا لهذه العلاقة الودية.[5]
كانت الولايات المتحدة وباكستان ستختلفان حول الاستراتيجيات، مع استمرار الحرب على الإرهاب، بينما تتهم كل منهما الأخرى بأشياء مختلفة.[6] وصلت هذه الديناميكية إلى ذروتها بعد بعض الحوادث التي كان أبرزها عملية قتل أسامة بن لادن في أبوت آباد. استمر الطرفان في علاقتهما الجيدة على الرغم من إضعاف هذه الحوادث للثقة بين البلدين. تشترك الحكومتان في علاقة مهمة تتخللها أنواع متعددة من المساعدات لباكستان، وتعاون ومشاركة عسكريين مهمين، وتحالف استراتيجي في آسيا الوسطى للولايات المتحدة، وذلك على الرغم من عدم نظر البلدين لبعضهما البعض بشكل إيجابي في استطلاعات الرأي. تستمر العلاقات بين الدول وباكستان في تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي الإقليمي، ويُعد هذا النوع من العلاقات مفيد لكلا البلدين، ويعطي حافزًا لاستمرار العلاقات الودية.[7] تملك الولايات المتحدة أيضًا بعض المخاوف بشأن باكستان، بما في ذلك الإرهاب الإقليمي والعالمي، والاستقرار الأفغاني، والدمقرطة وحماية حقوق الإنسان، ومشكلة كشمير المستمرة والتوترات بين باكستان والهند، والتنمية الاقتصادية. أوقفت الولايات المتحدة مؤخرًا المساعدات العسكرية لباكستان، والتي بلغت حوالي ملياري دولار أمريكي سنويًا.[8]
العالم الإسلامي
[عدل]سعت باكستان بقوة بعد الاستقلال إلى إقامة علاقات ثنائية مع الدول الإسلامية الأخرى، وقدمت محاولة صادقة لقيادة العالم الإسلامي، أو على الأقل لقيادة تحقيق وحدته. سعى الأخوان علي إلى إبراز باكستان باعتبارها القائدة الطبيعية للعالم الإسلامي، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى قوتها البشرية الكبيرة وقوتها العسكرية.[9] أعلن زعيم بارز في الرابطة الإسلامية يُدعى شودري خليق الزمان، أن باكستان ستجمع كل الدول الإسلامية في إسلامستان، وهي كيان إسلامي شامل. لم تحصل مثل هذه التطورات (جنبًا إلى جنب مع إنشاء باكستان) على موافقة أمريكية، وأعرب رئيس الوزراء البريطاني كليمنت أتلي عن الرأي الدولي في ذلك الوقت بقوله إنه يتمنى أن تتحد الهند وباكستان من جديد. كان هناك القليل من الانجذاب إلى تطلعات باكستان الإسلامية، وذلك بسبب مرور معظم الوطن العربي بصحوة قومية في ذلك الوقت. رأت بعض الدول العربية في مشروع «إسلامستان» محاولة باكستانية للسيطرة على دول إسلامية أخرى.[10]
دافعت باكستان بقوة عن حق تقرير المصير للمسلمين في جميع أنحاء العالم. كانت جهود باكستان من أجل حركات استقلال إندونيسيا، وليبيا، والجزائر، وتونس، ومصر، والمغرب، والصومال، وأذربيجان، وإريتريا كبيرة، وأدت في البداية إلى علاقات وثيقة بين هذه الدول وباكستان. دبرت باكستان أيضًا هجومًا على مدينة جلال آباد الأفغانية خلال الحرب الأهلية الأفغانية لتشكيل حكومة إسلامية هناك. رغبت باكستان في تأجيج «ثورة إسلامية» تتجاوز الحدود الوطنية لتشمل باكستان، وأفغانستان، وآسيا الوسطى.[11]
توترت علاقات باكستان مع إيران في بعض الأحيان من ناحية أخرى بسبب التوترات الطائفية. استخدمت إيران والمملكة العربية السعودية باكستان كساحة معركة لحربهما الطائفية بالوكالة؛ وأصبح دعم باكستان لتنظيم طالبان السني في أفغانستان بحلول تسعينيات القرن العشرين مشكلة لإيران الشيعية التي عارضت أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان. اشتدت التوترات بين إيران وباكستان في عام 1998، وذلك بعد اتهام إيران باكستان بارتكاب جرائم حرب، عندما قصفت الطائرات الحربية الباكستانية آخر معاقل شيعية في أفغانستان دعمًا لحركة طالبان.[12]
خلافات كبيرة
[عدل]كانت العلاقات الباكستانية الهندية صعبة منذ عام 1947 بسبب القضايا الإقليمية. خاضت الهند وباكستان ثلاث حروب تقليدية طوال القرن العشرين حول مشكلة كشمير. كانت هناك محاولات لتوحيد الدول، ولكن طالب محمد علي جناح ورابطة المسلمين التابعة له منذ عام 1940 باستقلال باكستان، والتي سيكون لمسلميها حكومتهم الخاصة بدلًا من البقاء تابعين للأغلبية الهندوسية في الهند. تعددت مصادر التوتر بين البلدين، ولكن القضايا المتعلقة بالإرهاب والتفاوتات في الحجم وثلاث قضايا جيوستراتيجية (كشمير والمياه ونهر سياشين الجليدي)، هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ضعف حجم التجارة ونقص الثقة. يؤجج الخلاف المستمر حول وضع كشمير الآراء في كلا البلدين، ويجعل العلاقات الودية صعبة. تصاعدت المشاكل على خط ديورند مع أفغانستان في ستينيات القرن العشرين، مما أدى إلى اندلاع أعمال عدائية في سبعينيات ذلك القرن. تُعد باكستان أيضًا عضوًا في نادي القهوة (حركة متحدون من أجل الإجماع) لمعارضة عضوية الهند في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حدد رئيس الوزراء السابق عمران خان الدبلوماسي الأمريكي البارز دونالد لو؛ باعتباره الشخص الذي يُزعم أنه متورط في «مؤامرة أجنبية» للإطاحة بحكومته من خلال تصويت بحجب الثقة قدمته المعارضة، ولكن الولايات المتحدة رفضت مزاعم خان بشكل مستمر.[13][14]
المراجع
[عدل]- ^ "By 2050, India to have world's largest populations of Hindus and Muslims". مؤرشف من الأصل في 2022-07-16.
- ^ "Pakistan cements China ties amid tension with U.S". CNN. 17 مايو 2011. مؤرشف من الأصل في 2011-07-27. اطلع عليه بتاريخ 2011-07-12.
- ^ "China, Pakistan joined in bonds of brotherhood". People's Daily. مؤرشف من الأصل في 2013-09-21. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-18.
- ^ Sunawar، Lubwa؛ Cuotto، Tatiana (2015). "U.S. Pakistan Relations During the Cold War". The Journal of International Relations, Peace Studies, and Development. ج. 1. مؤرشف من الأصل في 2022-06-25.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: الوسيط غير المعروف|بواسطة=
تم تجاهله يقترح استخدام|عبر=
(مساعدة) - ^ "US-Pakistan Relations during Cold War". مؤرشف من الأصل في 2022-06-25.
- ^ "An unhappy alliance". Los Angeles Times (بالإنجليزية الأمريكية). 7 May 2011. ISSN:0458-3035. Archived from the original on 2018-09-05. Retrieved 2017-03-01.
- ^ Kelly، Charles B.؛ Beasley، Francis V. (2009). Pakistan and U.S. Relations. Nova Science Publishers, Inc. ص. 1.
- ^ Jamal, Umair (12 Jan 2018). "Trump's decision to cut military aid to Pakistan may prove costly to both". The Straits Times (بالإنجليزية). Singapore Press Holdings. Archived from the original on 2021-03-06. Retrieved 2018-01-13.
- ^ Haqqani، Husain (2013). Magnificent Magnificent Delusions: Pakistan, the United States, and an Epic History of Misunderstanding. PublicAffairs. ص. 20–21. ISBN:9781610393171. مؤرشف من الأصل في 2021-10-24.
Within a few years the president of the Muslim League, Chaudhry Khaliq-uz-Zaman, announced that Pakistan would bring all Muslim countries together into Islamistan – a pan-Islamic entity. None of these developments within the new country elicited approval among Americans for the idea of India's partition ... British Prime Minister Clement Attlee voiced the international consensus at the time when he told the House of Commons of his hope that 'this severance may not endure. He hoped that the proposed dominions of India and Pakistan would in course of time, come together to form one great Member State of the British Commonwealth of Nations.
- ^ Roberts، Jeffery J. (2003). The Origins of Conflict in Afghanistan. Greenwood Publishing Group. ص. 134. ISBN:9780275978785. مؤرشف من الأصل في 2021-11-16.
The following year, Choudhry Khaliquzzaman toured the Middle East, pleading for the formation of an alliance or confederation of Muslim states. The Arab states, often citing Pakistan's inability to solve its problems with Muslim neighbor Afghanistan, showed little enthusiasm...Some saw the effort to form 'Islamistan' as a Pakistani attempt to dominate other Muslim states.
- ^ Pande، Aparna (2011). Explaining Pakistan's Foreign Policy: Escaping India. Routledge. ISBN:9781136818936. مؤرشف من الأصل في 2022-03-01.
The belief that the creation of Pakistan made Pakistan the true leader of Muslim causes around the world led Pakistan's diplomats to vigorously champion the cause of self-determination for fellow Muslims at the United Nations. Pakistan's founders, including Jinnah, supported anti-colonial movements: Our heart and soul go out in sympathy with those who are struggling for their freedom...If subjugation and exploitation are carried on, there will be no peace and there will be no end to wars. Pakistani efforts on behalf of Indonesia (1948), Algeria (1948–1949), Tunisia (1948–1949), Morocco (1948–1956) and Eritrea (1960–1991) were significant and initially led to close ties between these countries and Pakistan.
- ^ Nasir، Abbas (18 أغسطس 2015). "The legacy of Pakistan's loved and loathed Hamid Gul". Al-Jazeera. مؤرشف من الأصل في 2020-07-26. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-04.
His commitment to jihad – to an Islamic revolution transcending national boundaries, was such that he dreamed one day the "green Islamic flag" would flutter not just over Pakistan and Afghanistan, but also over territories represented by the (former Soviet Union) Central Asian republics. After the Soviet withdrawal from Afghanistan, as the director-general of the Pakistan's intelligence organisation, Inter-Services Intelligence (ISI) directorate, an impatient Gul wanted to establish a government of the so-called Mujahideen on Afghan soil.
- ^ Schmetzer، Uli (14 سبتمبر 1998). "Iran Raises Anti-pakistan Outcry". Chicago Tribune. مؤرشف من الأصل في 2022-05-22. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-05.
KARACHI, Pakistan — Iran, which has amassed 200,000 troops on the border with Afghanistan, accused Pakistan on Sunday of sending warplanes to strafe and bombard Afghanistan's last Shiite stronghold, which fell hours earlier to the Taliban, the Sunni militia now controlling the central Asian country.
- ^ Constable، Pamela (16 سبتمبر 1998). "Afghanistan: Arena For a New Rivalry". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2022-06-14. اطلع عليه بتاريخ 2017-01-05.
Taliban officials accused Iran of providing military support to the opposition forces; Tehran radio accused Pakistan of sending its air force to bomb the city in support of the Taliban's advance and said Iran was holding Pakistan responsible for what it termed war crimes at Bamiyan. Pakistan has denied that accusation and previous allegations of direct involvement in the Afghan conflict. Also fueling the volatile situation are ethnic and religious rivalries between the Taliban, who are Sunni Muslims of Afghanistan's dominant Pashtun ethnic group, and the opposition factions, many of which represent other ethnic groups or include Shiite Muslims. Iran, a Shiite Muslim state, has a strong interest in promoting that sect; Pakistan, one of the Taliban's few international allies, is about 80 percent Sunni.